د. ثريا أحمد البدوى- أستاذ بكلية الإعلام، جامعة القاهرة
يرتكز مفهوم الهوية الاجتماعية على السياق الثقافي والاجتماعي للمجتمع؛ حيث ترتبط عملية تعزيز الهوية بقنوات التنشئة الاجتماعية وتكنولوجيا الاتصال المجتمعية اللذين يسهمان فى الحفاظ على تماسك المجتمع، ويقويان الشعور بالانتماء، ويرفعان من معدلات المشاركة النشطة.
فى هذا السياق، ترتبط مشكلة الدراسة الرئيسة باختبار قدرة المصريين - وخاصة الشباب- على تدعيم هويتهم الاجتماعية فى ظل الاستخدام المكثف لتكنولوجيا الاتصال ومضامينها المختلفة ولاسيما الأجنبية.
وتفترض الدراسة أن اعتماد الشباب المصري على مضامين وسائل الإعلام الأجنبية، وبخاصة الأمريكية، والمبثوثة عبر تكنولوجيا الاتصال المختلفة، قد يسهم فى إحداث تأثير مرتد Boomerang Effect، ويضع الشباب فى موقف المستقبلين النشطين والمقاومين لكل ما هو غريب وأجنبي عن المكونات الاجتماعية الأصيلة لهويتهم العربية عمومًا والمصرية خصوصًا، وبذلك يتخذ الشباب المصري موقفا أقرب للفرضية الثالثة لــ Hall، وتتجسد مظاهر النشاط إجرائيا فى عدم تبني المضامين الأجنبية والقيم الدخيلة، بل ورفضها ومقاومتها، والوصول إلى مرحلة الفعل بعيدا عن القول.
اعتمدت الدراسة على المنهج المسحي، وتم تحديد مجتمعها من فئة الشباب الجامعى، وقد اختارت منهم الباحثة عينة عمدية بالمصادفة Accidental Sample مكونة من (400) طالب وطالبة ينتمون إلى جامعات حكومية وخاصة مصرية، وحكومية دينية (الأزهر)، وخاصة غير مصرية (الجامعة الأمريكية)، كما يتنوع تخصص ودراسة الطلبة ما بين الكليات النظرية والتطبيقية، ويقطنون فى محافظات مختلفة، ويختلفون فى مستوياتهم الاقتصادية والاجتماعية. وقد بلغت نسبة الذكور فى العينة (50.5%) مقابل (49.5%) للإناث، وتم جمع بيانات الدراسة المسحية من خلال استمارة استبيان باستخدام المقابلة الشخصية مع الطلبة، كما تم تفسير نتائجها من خلال الشباب أنفسهم وذلك اعتماداً على نموذج (Lee Thayer, 1968) وباستخدام المحادثات التليفونية والمناقشات الجماعية المركزة.