د. ثريا السنوسي- أستاذ مساعد ورئيس قسم العلاقات العامة بكلية الإعلام-جامعة الغرير، دبي.
غيرت وسائل الاتصال الحديثة والطفرة التكنولوجية التي حدثت في السنوات الأخيرة، معالم كثيرة في حياتنا الاجتماعية والمهنية والثقافية والعائلية؛ فهذه التحولات التكنولوجية المتسارعة التي لم يستوعبها مجتمعنا - بحسب عدد من الخبراء في مجال علوم التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلوم الإعلام والاتصال- بدأت بخلق مفاهيم مستحدثة في العلاقات الأسرية، كما أسهمت في إعادة تشكيل مفهوم الأسرة بمعايير معولمة قد تبتعد نسبيا أو كليا في بعض الأحيان عن قيمنا العربية والإسلامية والأخلاقيات والسلوكيات التي يجب أن تسود في المجتمع المسلم.
وللحفاظ على الهوية والصورة النمطية للأسرة العربية المسلمة، سعى عدد من الباحثين والمفكرين والإعلاميين إلى إعادة زرع مقومات ثقافتنا الأسرية ونشر دعائمها عبر وسائل الإعلام الجديد، من خلال إحداث مواقع إلكترونية ومجلات افتراضية ترفع شعار "الأسرة السعيدة"، من ذلك المجلة التي أنشأها ويشرف عليها الدكتور جاسم المطوع، وهو دكتور مختص في علوم التربية والتنشئة الاجتماعية.
وتقوم إشكالية الدراسة على رصد وتوصيف ملامح الثقافة الأسرية التي يتم ترويجها عبر صفحات الإعلام الجديد من خلال المجلة الالكترونية "الأسرة السعيدة"، كما تمتد المشكلة إلى التعرف على الموضوعات التي نجحت أكثر من غيرها في استقطاب انتباه القارئ الالكتروني وفق مؤشر حجم التعرض من خلال الوقوف على عدد القراءات المسجلة لكل مقال فى المجلة محل الدراسة.
تقوم الدراسة على المنهج الوصفى من خلال استخدام أداة تحليل المضمون لتحليل محتوى المجلة الالكترونية "الأسرة السعيدة" للدكتور جاسم المطوع (فئات ماذا قيل؟ وكيف قيل؟) حتى نتمكن من رصد أهم ملامح الإعلام الأسري المقدم، ثم قياس نوعية المواضيع التي تفاعل معها المبحرون أكثر من غيرها من خلال مؤشر عدد القراءات للمقالات المنشورة، وهو ما سيعطينا فكرة أولية حول مدى فاعلية مجلة "الأسرة السعيدة" كنموذج للإعلام الالكتروني في المجال الثقافي الأسري.