د. محرز حسين غالي- أستاذ الصحافة المساعد بكلية الإعلام جامعة القاهرة.
يدور موضوع هذه الدراسة حول تأثير التحولات في ثقافة غرف الأخبار والبيئة التنظيمية الجديدة على أجندة الاتجاهات العالمية الحديثة في بحوث إدارة المؤسسات الصحفية واقتصادياتها في المجتمعات المعاصرة، في إطار المداس الأكاديمية المختلفة، وذلك من خلال ربط هذه الاتجاهات بسياق ظهورها وإنتاجها، وطبيعة العوامل المجتمعية والسياقية المؤثرة في تطورها، وكذلك من خلال ربطها بالسياق المجتمعي الأشمل الذي تعمل في إطاره صناعة الصحافة، وأهم الأزمات والتحديات التي تفرضها، وعلاقات التأثير والتأثر المتبادلة بين عناصر هذه الصناعة وظروفها وتحدياتها وأسواقها وما يرتبط بها من إشكآليات على مستوى أنماط الملكية والإدارة والاقتصاديات ومصادر التمويل، وتكنولوجيا الإنتاج والعنصر البشري والوظائف والسياسات التحريرية والمهنية للصحف وغيرها من قضايا، وبين ظهور هذه الاتجاهات وتطورها، حيث يشير الواقع المحلي والعالمي، إلى أن صناعة الصحافة تعاني من أزمة وجودية، تهدد بقاء هذه الصناعة نفسه، ومدى استمراريتها وقدرتها على المنافسة، نتيجة للكثير من العوامل والضغوط والتحديات الاقتصادية والإدارية والتكنولوجية والسوقية، التي قد سبق الإشارة إليها.
وتؤكد كثير من الدراسات أن قدرة هذه الصناعة على الاستمرارية والصمود مرهون إلى حد كبير، بمدى قدرة إدارات المشروعات والمؤسسات الصحفية على مجابهة هذه التحديات، وتطوير الاستراتيجيات الإدارية والسوقية الملائمة للحفاظ على هذه الصناعة وتطويرها؛ الأمر الذي يشير إلى أهمية رصد وتوصيف وتحليل هذا الإنتاج العلمي والأكاديمي المعني بهذه القضية وهذه الإشكالية، ليس للاستفادة منه في رصد مؤشرات وعناصر التطور والاتجاهات الحديثة التي ينشغل بها والاستفادة منها في تطوير التخصص والنهوض به، وإنما لإمكانية الاستفادة من هذا التراث وهذه الاتجاهات الحديثة، في تأسيس قاعدة بيانات علمية، يمكن الاستفادة بها في حل أهم الإشكآليات التي تواجه صناعة الصحافة على المستوى التطبيقي.
وقد قام الباحث في هذا الإطار باستعراض أهم المجالات والاتجاهات العالمية الحديثة في جوانب التخصص الرئيسة، من خلال ربطها بشكل نقدي مقارن بأهم التطورات التي حدثت في صناعة الصحافة وأزماتها محليا وعالميا.