د. سامي الشريف - عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات
لقد أصبح الإرهاب بكافة أشكاله ظاهرة عالمية تخطت أخطارها كل الحدود، وأدركت كل دول العالم وشعوبه حتمية تنسيق الجهود لمحاصرته والتصدي له.
وفي كل المحاولات المحلية والإقليمية والدولية التي سعت لوضع خطط واستراتيجيات لمكافحة الإرهاب كان "الإعلام" حاضرًا علي الدوام بوصفه أحد أهم الوسائل التى يمكن -إذا ما أحسن توظيفها- أن تكون أدوات فاعلة للتصدي للإرهاب والقضاء عليه.
ولقد برزت أهمية دور الإعلام بوصفه محددًا هامًا لتفاقم ظاهرة الإرهاب، وفي الوقت ذاته وسيلة هامة للقضاء عليها، ولطالما اتُّهِمت وسائل الإعلام بتوفير بيئة خصبة لإنتاج وصناعة الإرهاب بما تنشره وتروج له من قيم وأفكار متطرفة، كما أنها كثيرًا ما تكون منابر يخاطب -من خلالها - الإرهابيون كل شعوب العالم مدافعين عن وجهات نظرهم ومبررين أعمالهم الإرهابية وداعين لمزيد من الدعم والتأييد.
ويبدو أن التطورات المتلاحقة التي شهدها العالم بثورتي الاتصال وتكنولوجيا المعلومات قد وفرت فرصًا غير مسبوقة للإرهاب كي يبث رسائله وأفكاره عبر الحدود دون عوائق أو قيود.
وفي ظل تكنولوجيا الاتصال اكتسب الإرهاب زخمًا واسعًا بسبب ما أتاحه له الإعلام من ذيوع وانتشار، ولطالما كانت العلاقة بين الإرهاب والإعلام مثار جدل وخلاف، هل هي علاقة دعم أم علاقة مواجهة؟!.
وإيمانًا بالدور المهم الذي يضطلع به الإعلام في مكافحة الإرهاب تعرض هذه الورقة لحدود العلاقة بين الإرهاب والإعلام في محاولة للوقوف على ملامح استراتيجية إعلامية للتصدي للإرهاب وتفنيد مزاعمه.
….والله من وراء القصد....